المادة    
  1. منهج الأشاعرة في العقيدة

     المرفق    
    السؤال: يقول: إنك ذكرت في رسالتك "هل الأشاعرة من أهل السنة" قولكم: [هذه مقدمات وسيظهر الرد المتكامل إن شاء الله] يقول: إن هذه الكلمة شوقت الكثيرين إلى أن يعرفوا متى هذا الرد المتكامل؟
    الجواب: الحمد لله رب العالمين، الرسالة كان عنوانها منهج الأشاعرة في العقيدة وذكرت أن ما نشر هو -في الأصل- مذكرة رفعت لمدير الجامعة من اللجنة باعتباري عضواً في اللجنة التي كلفها مدير الجامعة بالتحقيق في الموضوع، فكتبت مذكرة صغيرة موجزة لكي يطلع مدير الجامعة على الموضوع، وقلت: إنه سيكون إن شاء الله بحث متكامل عن منهج هذه الفرقة، والوعد إن شاء الله تعالى يتحقق قريباً بإذن الله فأكثره مكتوب، وما بقي منه إلا بعض أمور، حال دون إكماله قصر هذه الأيام أو بالأصح أن البركة قد نزعت والمشاغل قد كثرت.
  2. حكم ضرب تارك الصلاة

     المرفق    
    السؤال: هل يجوز لي أن أضرب من لا يصلي لكي يصلي؟
    الجواب: ترك الصلاة إن كان تركاً كلياً فهو كفر يخرج من الملة، كما أجمع على ذلك أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن كان تأخيراً لها عن وقتها، وإعراضاً عن الجماعة، فهذه كبيرة وصاحبها مستحق للعقوبة وللتعزير والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {لو لا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقت عليهم بيوتهم} أي بيوت الذين يتخلفون عن صلاة الجماعة، وليس بيوت الذين لا يصلون أبداً؛ لكن هل تضربه أنت؟
    لا بد من تفصيل: إن كان ممن لك عليه ولاية، كابنك مثلاً أو ابن أخيك أو ما أشبه ذلك ممن لك عليه ولاية أو نوع ولاية، ولا يرتدع إلا بالضرب فنعم، وأما إن كان رجلاً من العامة فلا تباشره أنت بيدك، ولكن عليك أن تعظه وتنصحه وتشدد معه وتهدده أن تبلغ عنه الجهات المسئولة؛ فإن لم يرتدع وجب عليك أن تبلغ عنه الجهة المسئولة التي بيدها الضرب والتعزير.
  3. حكم الرضاع بعد الحولين

     المرفق    
    السؤال: هل يكون الرضاع بعد الحولين مُحرماً كما في قصة سالم؟
    الجواب: الراجح في هذه المسألة والأصح أن ما بعد الحولين لا يأخذ ذلك الحكم، وأن ما حدث لـسالم خاص به ولا يتعدى الحكم إلى غيره، والله تعالى أعلم.
  4. ما يرمى من الكتب والمؤلفين بالبدعة، والكتب المؤلفة في الدعوة

     المرفق    
    السؤال: هل يجوز قراءة الكتب التي يقال عن صاحبها إنه مبتدع خاصة إذا كانت من كتب الدعوة؟ الجواب: لا بد أن تسمع عن المؤلفين، ولكن طالب العلم لا بد أن يميز، ليس كل ما يقال عن كتاب ما أو مؤلف ما حقاً، بل مع الأسف تنتشر الغيبة والإشاعة بين المسلمين، حتى أنها تمس العلماء والمؤلفين، فعليك أن تزنها بالميزان الصحيح، وعلى طالب العلم أن يقرأ ويعرف، لكن إذا أخبرك إنسان موثوق أن هذا الكتاب فيه بدعة وانحراف وأنت تثق في علمه، فهذا ليس مجرد سماع ولكنك الآن قد استوثقت. أما الكتب المؤلفة في الدعوة فأنا أقول: ليس هناك أكثر مما تقدم، وهو أن سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهج الأنبياء كما وضحه القرآن الكريم هو أجلى من أي كتاب؛ فإن وجدت كتاباً يعينك على فهم ذلك إعانة فقط فهذا هو المطلوب، وإلا ما في القرآن وما في سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الأساس، وهو الذي يكفي.
  5. حكم الزار

     المرفق    
    السؤال: هل الزار حقيقة؟
    الجواب: أما الزار وما يماثله فكونها حقيقة؛ فإن كان المقصود بأنها توجد وأن هناك أناساً يتعاملون مع الشياطين، ويكون بينهم وبينها مثل هذه الأمور المحرمة وأشباهها، فنعم هذا حقيقة، وهذا موجود، وهؤلاء يحشرهم الله عز وجل يوم القيامة جميعاً ويسألهم: ((وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ)) [الأنعام:128] فيقول أولياؤهم من الإنس: ((رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ))[الأنعام:128].
    فيقول الله تبارك وتعالى: (( النَّارُ مَثْوَاكُمْ ))[الأنعام:128] فهذا نوع من الاستمتاع الحاصل بين الأولياء على السوء الظالمين، الذين بعضهم أولياء بعض، شياطين الإنس والجن وما يوحي بعضهم إلى بعض، وما يستمتع بعضهم ببعض، وإن كان المقصود هل هو حقيقي بمعنى أنه صحيح أو أن فعله جائز فلا، ولا يجوز، وهذا لا يخلو من الشرك، فالغالب أن مثل هذه الحالات لا تخلو من الشرك؛ لأن هذا التعامل لا يقدمه الجن للإنس إلا بناء على ما يقدمه الإنسي من الاستمتاع للجني، والاستمتاع من الإنسي يكون بالاستهزاء بكتاب الله! ويكون بترك الصلوات! ويكون بالبقاء على الحدث الأكبر! يكون بإهانة القرآن! يكون بأي أمر من الأمور التي حرمها الله التي قد تخرج صاحبها من الملة.
  6. التثاقل عن الصلاة

     المرفق    
    السؤال: ماذا عمن يتثاقل عن أداء الصلاة وخاصة صلاة الفجر؟
    الجواب: التثاقل عن الصلاة من صفات المنافقين الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً، وعلينا جميعاً أن نجاهد أنفسنا، وأن نبادر إلى الصلاة، وأن نعلم أن الشيطان يعرقل ويثبط، وأن النفس تتثاقل، وتهبط إلى الأرض، كلما أراد لها الإنسان أن ترتفع، وأن تقوم على أمر الله وتقوم بطاعة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فلا بد من المجاهدة على ذلك، ولا بد من جهاد هذه النفس، والإنسان إذا استعان بالله عز وجل وصبر وصابر وجاهد؛ فإن الله تعالى قد وعده بالهداية: ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا))[العنكبوت:69] فلا يجزعن إنسان إذا ألمّ به عارض من هذه العوارض، بل يقوم ويجتهد والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يعينه ويوفقه بإذنه.
  7. الفرق بين من جاء مقراً ومن شهد الشهود عليه

     المرفق    
    السؤال: ما الفرق بين من جاء مقراً بالمعصية فتهاون في شأنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقصة المخزومية التي لم يتهاون في شأنها أبداً؟
    الجواب: أما ماعز والغامدية فقد جاء كل منهما بنفسه مقراً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد أن يطهره!! يريد أن يقيم عليه الحد!! ففي هذه الحالة الحكمة والأسلوب الصحيح الذي أرشد إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القضاة، ومن باب أولى في هذا أن يأمروا الإنسان أن يتوب وأن يستغفر وألا يعرض نفسه للحد والعقوبة؛ لأن من تاب فقد تاب الله -تبارك وتعالى- عليه: ((إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)) [الفرقان:70].
    لكن الحال يختلف لو أن ماعزاً أو الغامدية قد أصابا هذه الجريمة النكراء وفعلا هذه الفاحشة، وشهد عليهما بذلك الشهود وثبت الحد؛ ثم يأتي أحد يشفع فيهما، وهذا ما حدث في قضية المخزومية فقد ثبت الحد، ويأتي شفعاء يشفعون في حد من حدود الله، فالأمر يختلف.
    ولهذا يجب أن نفرق بين حالة إقبال الإنسان تائباً وإن كان مرتكباً لحد من حدود الله، وبين ما إذا كان الإنسان قد ثبت عليه الحد ووجب، فيأتي من يشفع في حد من حدود الله.
    هذا بالإضافة إلى أن حق الله الخالص كما في الزنا يختلف أيضاً عن الحق الذي هو من شأن العباد كحال السرقة مثلاً، لكن هذه ليست الأساس، إنما المقصود عندما نتكلم عن التعامل أن نفرق بين الحالين، فبعض الناس يأتي في حد ثابت من حدود الله فيقول : يا أخي! أنت رجل طيب، يا أخي لا يجوز كذا، بينما تكون جهة رسمية محتسبة -أهل الحسبة أو مثل ذلك- ممن عملها وفعلها في المجتمع، القضاء على الاختلاط أو القضاء على الخلوة بالأجنبية، أو القضاء على الفواحش، فيقول هؤلاء: الستر أفضل والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل مع ماعز وفعل، فهذا يبرر لأصحاب المعاصي بأن يرتكبوا مثل ذلك.
    فهذا شيء، والأمر الآخر وهو أن أمراً لم يثبت ولم يقع بجهد هذا الداعية أو صاحب الاختصاص، وإنما جاء المجرم بنفسه منيباً مقبلاً تائباً، فهذا ننصحه ونحثه على الستر؛ لأنه عضو صالح في المجتمع، نتمنى أن يكون العصاة من أمثاله، أما ذلك المصر الذي تعبنا وجهدنا حتى وصلنا إلى حقيقته واكتشفناه، فهذا عضو فاسد، لابد أن يقطع ويبتر من المجتمع المؤمن الصالح.
  8. النصيحة للأقارب إذا لم يستجيبوا

     المرفق    
    السؤال: لي أخ أصغر يفعل الكثير من المعاصي وأنصحه ولكن دون فائدة، حتى لقد يئست من كثرة ما أنصحه فما الحل؟
    الجواب: نعوذ بالله من الضلالة، قد تكون هنالك قلوب طبع عليها وبصائر طمست، ولكن أيضاً لا أنصح أحداً باليأس، بل عليه أن يبذل جهده في دعوته ونصحه من طريق غير مباشر، كأن يوصي به زميلاً طيباً، أو جاراً طيباً، أو أستاذاً داعية يدرسه أو قريباً من الأقرباء، يوصيهم به دون أن يشعر الأخ الأصغر أنه جاء عن طريق فلان أو بوصاية فلان، وربما يكون في أخلاق هذا الداعية الملل، ربما يكون عامل القرابة، وربما يكون أسباب أدت إلى أن هذا الأخ لا يقبل من أخيه الأكبر، لكن إذا جاءت من شخص آخر قد يفتح الله عليه والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: ((إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) [القصص:56].
  9. رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

     المرفق    
    السؤال: هل رؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام صحيحة؟ الجواب: رؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تنكر، ولكن إثبات أن هذا الإنسان رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا بد أن يكون على يقين، لا يقول إلا بيقين، ولا نثبتها له أيضاً إلا إذا علمنا وعرفنا أن هذا الإنسان صالح وتقي، وأن ما رآه هو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حقاً الموصوف بالصفات التي نعلمها من صفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثابتة، أما مجرد الدعوى فيوجد من كذب على الله وادعى رؤية الله عز وجل في الدنيا؛ الأمر الذي لم يقع لموسى ولا لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويوجد من يدعيه من أهل الضلال والزيغ والبدع، فلا بد أن نتنبه إلى هذا، ولا نقر كل من ادعى، علماً أن ذلك لا يعني أن من رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حقاً فإنه أعلى درجة في الولاية ممن لم يره بإطلاق، قد يكون بعض ممن لم يروه أفضل من بعض من رأوه، ولا يعني أن كلام كل من رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق، وأنه ما دامت له هذه الكرامة، فله حق الاتباع أو الطاعة وإن خالف سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكل أمر يقدر بقدره وبحده الشرعي الصحيح.
  10. الرد على من زعم الاطلاع على اللوح المحفوظ، والقائلين بالعلم الباطن

     المرفق    
    السؤال: ما قولكم فيمن يقول: إنه اطلع على اللوح المحفوظ، وقرأ فيه، وأنه يعلم العلم الباطن؟
    الجواب: أما اللوح المحفوظ فهو عند الله تبارك وتعالى، ولو كان يطلع عليه هؤلاء الناس لما سمي محفوظاً، وأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: ((إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ))[يس:12] ففيه كل شيء، وهو يقول في الآية الأخرى : ((وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ))[الأنعام:59] فلو أن أحداً اطلع على اللوح لاطلع على علم الغيب الذي لم يطلع الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليه إلا من ارتضى من رسول عن طريق الوحي، لا عن طريق الاطلاع على اللوح المحفوظ، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيد ولد آدم وأكرمهم على الله عز وجل لم يطلع على اللوح المحفوظ، وهذا مما يجب أن نعلمه، وإذا عرض لنا أحد هؤلاء الكذابين أو الدجالين، فلنعلم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقع له ذلك، فكيف يقع لأمثال هؤلاء! ولذلك لا يقول هذه العبارة ولا يتفوه بها إلا من مرق من هذا الدين، وافترى على رب العالمين؛ إلا أن يكون مخبولاً ممسوساً بمس من الجن لا يعي ما يقول، والشياطين قد ركبت رأسه، فأصبحت تهذي على لسانه فلا يعي ما يقول! أما من يعي ما يقول، ويقول: إنه قرأ أو اطلع على اللوح المحفوظ فإنه كذاب بلا شك، وهذا يستحق العقوبة الرادعة، ولو قتل فإن القتل جزاء شرعي له إلا إذا تاب.
    وبالنسبة للعلم الباطن ليس هنالك من علم يوصل إلى الله عز وجل إلا العلم الذي حواه الكتاب والسنة وعلمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه، ونقلوه جيلاً بعد جيل، وليس هنالك من علم آخر على الإطلاق، ولكن يتفاوت الناس في فقه هذا العلم، وفي تدبره وفي فهمه، وادعاء أن هناك علماً آخر، فهذا مؤداه أن يكون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يبلغ الدين، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أمره فقال: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) [المائدة:67] فلو أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتم شيئاً من الدين أو اختص به طائفة من الناس، فما بلغ رسالة الله، والله تعالى إنما أرسله إلى الناس: ((الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ))[إبراهيم:1] فكيف تكون رسالته رحمة للعالمين؟ وكيف يكون قد أرسله الله كافة للناس يخص ناساً من العلم دون أناس.
    وأعظم من اُتهم بذلك وُنسِب إليه العلم الباطن أو اختصاص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بالعلم الباطن هم آل بيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعلوه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأهل الدنيا كأهل المال والسلطان في هذه الدنيا الذين يؤثرون أقرباءهم بما لديهم من سلطان أو مال أو متاع، ولما قيل ذلك وأشيع في زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسئل كما في صحيح البخاري {هل خصكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيء من العلم؟ قال: لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ما خصنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيء من العلم إلا فهماً نفهمه في كتاب الله، أو هذه الصحيفة وفيها فكاك الأسير والعقل والديات والنهي عن الحدث في المدينة وإيواء المحدث فيها}، وأمثال ذلك من أحكام معلومة بأحاديث أخرى يعرفها عامة المسلمين، ولكن لأنها مكتوبة وموجودة في قراب سيفه يقول: هذه مكتوية عندي وليست مكتوبة عند غيري، لكن غيره حفظها ورواها أبو هريرة رضي الله عنه وغيره من الصحابة.
    وغرض هؤلاء هو هدم الدين وأكثر ما يستدلون به هو قصة الخضر مع موسى عليهما السلام، ونوجز كشف هذه الشبهة بالقول : بأن موسى عليه السلام نبي علمه الله تعالى علماً، والخضر نبي علمه الله تعالى علماً، ولكن موسى على علم لا يعلمه الخضر والخضر على علم لا يعلمه موسى كما جاء ذلك في نص الحديث قال: {أنت على علم علمك الله إياه لا أعلمه، وأنا على علم علمني الله إياه لا تعلمه} ولما قال الكلمة التي قالها أراد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أن يطلعه على أن هنالك من هو أعلم منه، لا بإطلاق، ولكن أعلم منه بالعلم الذي لم يكن لدى موسى، وإلا فإن موسى أوتي التوراة ولم يؤتها الخضر.
    والأمر الآخر أن الخضر ليس في قصته التي ذكرها الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في سورة الكهف خروج عن العلم الظاهر، ولا عن الشريعة أبداً؛ فإن الاعتراض الأول أنه خرق السفينة لماذا؟ أخرقتها لتغرق أهلها؟ ليس من جزاء المحسن أن تسيء إليه!!
    فأجابه الخضر: بأنني ما أسأت بل أحسنت إلى من أحسن إلي، لأن وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا. فأنا مع الشرع!
    وفي الحالة الثانية قتل الغلام، وهو لم يخالف الشرع؛ لأن الله أطلعه أن هذا الغلام قد طبع كافراً، وأن في قتله رحمة لوالديه ولا خير فيه، فإذا فعل الإنسان بأمر من الله كما قال: ((وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي))[الكهف:82] فليس مخالفاً للشرع الظاهر.
    فبإيجاز: موقف موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام في هذا الجانب مثل موقف الذي يعمل بعموم النص مع من يعارضه بنص معين، فتحريم قتل النفس نص عام: ((وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ))[الأنعام:151] فلو جاء رجل وقتل رجلاً نقول له: ((وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))[الأنعام:151] تحتج عليه بعموم النص فيأتيك هو ويقول: إن هذا الرجل قد ارتد والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: {لا يحل دم امرأ مسلم إلا بإحدى ثلاث... ومنها النفس بالنفس}، ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))[البقرة:179]، فأنت تستشهد بحق معين وبدليل معين، وهذا يبقى على عموم الأدلة عموم سلامة السفينة، عموم حرمة النفس وعموم امتناع العمل الذي لا مصلحة ظاهرة فيه، هذا موجز ذلك.
    والقضية ليست بشبهات خفيت عليهم، وإن كان لدى بعضهم شيء من ذلك.
    القضية أنهم أناس يريدون أن يهدموا هذا الدين، ويريدون أن يزخرفوا القول والشبهات؛ ليخرجوا المسلمين عن دينهم، وإلا فلِمَ يعمدون إلا أمثال هذه الوقائع، ويتركون النصوص الصريحة الجلية! يؤولون الصلاة! يؤولون الصيام! يدعون إلى ترك الأعمال الظاهرة المتواترة عن الأمة جيلاً بعد جيل! محتجين بأمثال هذه الشبهات التي لا تصلح ولا تنهض حتى عند من يحسبها شبهة، وما هي بشبهة؛ لكنها في الواقع أساليب ماكرة وضعها المجوس واليهود لهدم الإسلام من كل طريق، ولكن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- رد كيدهم في نحورهم، وإنه لفاعل ذلك لمن بقي منهم.
  11. تلقي الأمة لحديث بالقبول لا يكون تصحيحاً لهذا الحديث

     المرفق    
    السؤال: هل تلقي الأمة للحديث والعمل به يعتبر تصحيحاً له؟ الجواب: هذه ليست قاعدة عامة، ليس كل العلماء يقولون هذا، بل بعض العلماء يقولون ذلك وهذا من ضمن الاجتهادات العلمية التي جعلها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مجالاً لمن فقهه في الدين ولمن رفعه في العلم درجات؛ فبعض العلماء يرى أن تلقي الأمة لهذا الحديث بالقبول يرفع درجته، وبعضهم لا يرى ذلك، والذي أرجحه أن الحديث إذا لم يصح فإن التلقي لا يكفي في ذلك، ولكن أقول: إن الذي يقول بالقول الآخر مجتهد، فإما أنه مخطئ وهذا الذي يظهر لي أنا شخصياً، ولو كان مصيباً فهو بين الأجر والأجرين، فلا يحملون ذلك على إساءة الظن بعالم، أما إذا كان رجلاً مقلداً متعصباً ويقول: هذا الحديث الذي عمل به إمامنا تلقاه بالقبول هو والأئمة الذين معه، أئمة المذهب كلهم تلقوه بالقبول أو ما أشبه ذلك، فهذه من الاستعمالات التي لا يقرها البحث العلمي النزيه الموثوق ولا يوافق عليها.
  12. كيف تختار المعهد الذي تدرس فيه؟

     المرفق    
    السؤال: أريد أن أسجل في معهد ولا أدري أيها الأنسب فدلني عليه؟ الجواب: قد يكون هذا عابر سبيل، لا يدري أين يسجل، وإن كان مقيماً هنا فيمكنه أن يعرف المعاهد من واقعها، وأنا أرشدك أن تطلع على المناهج وعلى المدرسين، فتختار الأفضل والأنسب منها، ولا أرجح لك معهداً دون معهد، إنما يمكن أن أعطيك المعيار الذي تزن به المعهد والمدرسة وهو المنهج السليم والمدرسين الذين تتوقع أن يكون على يدهم الخير.
  13. التدرج في الدعوة

     المرفق    
    السؤال: إنني أدعو إلى الله، ولكنني أتعجل، ولا أدري كيف أتدرج مع المدعوين؟
    الجواب: العجلة من بعد الإمكان ((خُلِقَ الْأِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ))[الأنبياء:37] وكانت هذه الخلة في الصحابة الكرام ولهذا قال لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما جاءوه وهو متوسد في ظل الكعبة فتوسلوا إليه أن يدعو على قريش، فصار محمراً وجهه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخبرهم بأن الله سوف يمكن لهذا الدين، وقال: {ولكنكم قوم تستعجلون} إذا كان الصحابة يستعجلون، فأنا وأنت الأولى والأحرى أن نكون الأعجل بلا شك، فيجب علينا أن نضبط هذه العجلة وأن نجعلها تؤول للأناة والتؤدة والحكمة، وأن نكون ربانيين والربانية كما فسرها السلف الصالح قالوا: [[أن تربي الناس بصغار العلم قبل كباره]] أن تأخذ الناس قليلاً قليلاً.
    أن تتدرج بهم، فإذا أردته أن يحافظ على الصلوات، وأن يترك أصحاب السوء، وأن يترك حلق اللحية، وسماع الغناء وكذا، وكذا دفعة واحدة، فهذا تكليف بما لا يطاق، وهذا الذي لا يمكن؛ بل هو المحال بعينه! لكن عليك أن تتدرج به وأن توجهه للأهم فالأهم، أول شيء توحيد الله -عز وجل- والإيمان به، المحافظة على الصلوات وهي التي بتركها يكون كافراً، ثم تجتهد معه قليلاً قليلاً، حتى يوفقك الله بإذنه إلى ما يسر الله لك؛ قد يصل الشخص إلى ما تريد، وقد يقف في الثلاثة أرباع، وقد يقف في النصف، والله تعالى يكتب الهداية كما يشاء، ويقسم رحمته على العباد بالهداية كما يقسم أرزاقهم بينهم، فهذا من حكمته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وما عليك إلا أن تبذل الجهد بالحكمة والأناة والتروي.
  14. حكم ركعتي الاستغفار

     المرفق    
    السؤال: ما حكم ركعتي الاستغفار؟ الجواب: لا أعلم أنا عنها شيئاً، يوجد من يقول: إن هناك ركعتي استغفار، لكن لا أعلم أنها صحيحة، ومن عرف شيئاً غير ذلك فجزاه الله خيراً.
  15. الفرق بين المداهنة وحسن معاملة المدعوين

     المرفق    
    السؤال: ما هو الفرق بين المداهنة، وحسن معاملة المدعوين؟
    الجواب: فرق بين أخذ الحق وعرضه بقوة دون مداهنة في الدين: ((الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ))[الأحزاب:39] بين من يقتدي بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أمره ربه وقال: ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ))[الحجر:94]، وبين حسن المعاملة مع المدعوين، والتدرج بهم، والرفق بهم، والرفق معهم، فلا نخلط بين الموضوعين.
    لكن الفظاظة، والغلظة، الله تعالى يقول فيها: ((وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [الأنفال:63] ويقول: ((وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)) [آل عمران: 159] هي في المؤمنين الذين أمرنا الله تعالى أن نكون أذلة عليهم، ولا نكون ذوي فظاظة وغلظة على المؤمنين وعلى المقبلين إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
    لكن عندما خاطبنا الله في حق الكفار قال: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)) [التوبة:73].
    هناك قال: ((وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)) [آل عمران:159] وهنا قال: ((وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )) [التوبة:73]تلك الغلظة منهي عنها، وهنا غلظة مأمور بها! لماذا؟
    لأن هذه في موضع، وهذه في موضع، فلا بد أن نضع كل شيء في موضعه الصحيح؛ فإذا كانت لديك زوجه لا تصلي، فلا نقول: تقضي عمرك معها بالرفق واللين والوعود المعسولة؛ بل يجب أن تضربها، وكذلك ابنك يجب أن تضربه لأن حق الله أعظم! لو كنت معلماً، ولديك طالبٌ متجرئ في حد من حدود الله فاضربه وهذه هي الحكمة في هذا الموضع، لكن إذا دعوت أحداً من الناس، وتريد أن تؤلفه وهو مقبل يريد الحق فلا تعامله بالغلظة؛ فهذا مما ينفره يباعده.
  16. من أحوال المدعوين

     المرفق    
    السؤال: لي صاحب يظهر لي الموافقة والهداية والتوبة، فكيف أتعامل معه، ومع المدعوين عموماً؟
    الجواب: هم يختلفون، فمنهم من يظهر العناد، ومنهم من يظهر الموافقة، ونفوس الخلائق عجيبة ومداخلها كثيرة ومعقدة، فالشيطان يتلاعب ببني آدم في أمور قد لا يتفطن لها الإنسان، لكن مثل هذا الذي يظهر لك الموافقة، خذه بظاهر حاله، وعامله كما لو كان هذا الظاهر هو الحق، شجعه على ذلك وقل: الحمد لله أنك تبت ورجعت واهتديت، عامله على أساس أن ما يظهر هو الصواب وهو الحق، لكن في نفسك يجب أن تعرف حقيقة ما هو عليه لتستمر في العلاج، فلا تظن أنه قد شفي وهو مريض، وبعد ذلك يجب أن تعلم أن الله تعالى يقول: ((إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ))[القصص:56].
    الدعوة ليست أموراً معينة مقننة تسلكها لتنجح، الدعوة تجربة وممارسة في حدود ما جاء وفي حدود الأسلوب الصحيح، لك ممارسة ولك تجربة مع الناس، الناس يختلفون، وأمورهم تختلف، ونفسياتهم تختلف، قد يهتدي الإنسان بكلمة وأنت ما ألقيت لها بالاً، ووعظته بمواعظ عظيمة وظننت أن يهتدي بهذه المواعظ، وهو لم يهتد بتلك المواعظ البليغة، ولكن بكلمة عابرة لم تأبه لها أنت، بما طبع الله عليه الناس من هذه المرونة في النفسيات.
  17. كروية الأرض ودورانها

     المرفق    
    السؤال: هل من يقول بدوران الأرض في عقيدته خلل أم لا؟
    الجواب: يجب ألا نحمِّل هذه المسائل فوق ما تحتمل، فهي قضايا تخضع للتجربة المشاهدة، فيجب ألا نضع هذه المسائل في غير موضعها الصحيح، بالنسبة لكون الأرض كروية أو بيضاوية أو غير ذلك، فشكلها أصبح يُرى ويشاهَد، والدلائل عليه من الحس مشاهدة، وتكلم علماء السلف في ذلك، كشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية وحتى الغزالي ومن قبله، ذكروا هذا الشيء فليس هناك غرابة، أما كونها تدور فهذا حكم فلكي، وهذه قضية فلكية ترجع إلى رأي علماء الفلك المسلمين وهم قد قرروا ذلك، وليس هناك تعارض بين هذا وبين ما ذكره الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في كتابه عن الأرض وعن السماء، وهذه الآيات ليس في أي منها إشكال، فيمكن أن يعرفها الإنسان في أي كتاب من كتب التفسير سواء اعتقد أنها تدور أم لا تدور، وكون الله -عز وجل- قادراً أن يخسف بنا الأرض فإذا هي تمور، يمكن أن يقع ذلك وقد فهم الناس هذه العقوبة، وخافوا منها قبل أن يعلموا أنها تدور وأن هذا يجب أن يكون نتيجة اختلال في عملية الدوران، وبعد أن عرف الناس ذلك، فالوعيد وهو الغرض من الآية لم يتغير.
    فيجب أن نقف عند الآية وعند العظة وعند العبرة.
    أما مجرد العلم النظري العادي فيحال إلى أهله، ولا نتجادل فيه نحن، ولا نُقوِّم الناس بحسبه! فنقول: فلان مؤمن بأنها تدور، أو لا تدور!! ويصبح تقييم الناس بقضايا نظرية تجريدية بحتة، لا تمت إلى إيمان المؤمن، ولا علاقة لها بصحة عقيدته أو فسادها، يجب أن ننتبه إلى قضية اعبدوا الله تعالى عليها، واتقوا واستقيموا على أمره ولا يضركم بعدها أنها دارت أو وقفت.
  18. الاستماع للخطيب

     المرفق    
    السؤال: هل يجب الاستماع للخطيب يوم الجمعة أم لا؟ الجواب: يجب أن يستمعوا للإمام، ولا أرى أن نختلف في هذه المسألة مع احترامي لاجتهاد العلماء الآخرين.
  19. الحركة ومس الحصى أثناء الخطبة

     المرفق    
    السؤال: رجل يكثر التحرك فهل هو كمس الحصى؟ الجواب: لا؛ هذا أعظم من مس الحصى، فالحركة أعظم.
  20. حكم الأعراب في سورة التوبة

     المرفق    
    السؤال: في قول الله (( الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً )) هل هذا الحكم عام؟
    الجواب: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في آخر سورة التوبة ذكر أصناف الناس وأحوالهم، فذكر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وذكر من حولهم من الأعراب والمنافقين والذين مردوا على النفاق من أهل المدينة، وذكر المرجفين لأمر الله، وذكر الثلاثة الذين خلفوا، وذكر أيضاً الأعراب.
    كل ذلك يتحدث عن المجتمع المدني وما يحيط به في ذلك الوقت، لأنها كما سماها ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره من الصحابة: الفاضحة أو الكاشفة أو المشقشقة لأنها شقشقت القلوب، وكشفت ما في القلوب وفضحت النوايا والنيات التي يضمرها الناس.
    فبينت أن هناك سابقين مقربين، وأن هناك من فيهم دخن ومن فيهم شيء من النفاق، وأن هنالك منافقين معلومين، وأن هناك منافقين مجهولين لا تعلمهم.
    وتطرقت إلى ذكر الأعراب وأنهم أشد كفراً ونفاقاً، فهل هذا الحكم عام؟
    ليس الحكم عاماً حتى في ذلك الوقت ((وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ))[التوبة:99] إذن حتى الأعراب في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس حكمهم سواء حتى الذين نزلت فيهم هذه الآية، ولكن العادة أن الأعرابي صاحب البادية عادة لا يخلو من جفاء، والإنسان يتأثر بالبيئة فلا يخلو من غلظة كما هو مشاهد، كحال أكثر من قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل البادية، لكن ذلك لا يعني الحكم العام، فالله -عز وجل- حتى عندما حكم على أهل الكتاب بالخيانة وبأعمالهم السيئة لم يجعل الحكم عاماً بل قال: إلا قليلاً منهم أو ما أشبه ذلك.
  21. ليس كل ما ورد في السيرة صحيحاً

     المرفق    
    السؤال: ما قولكم فيمن يقول: السيرة لا أصل لها وعامتها أحاديث ضعيفة أو موضوعة؟
    الجواب: هذه العبارة ليست صحيحة على إطلاقها، فقد روي في السيرة الضعيف والموضوع، كما روي في الأحكام والحلال والحرام الضعيف بل الموضوع أيضاً وكذا الصحيح الثابت، وهناك مثلاً ما ورد في الصحيحين هذا صحيح بلا شك.
    ومما يعينكم على ذلك ما شرح به الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في صحيح البخاري السيرة، فإنه يذكر الروايات ويحكم عليها، وهذا من أعظم الكتب في ذلك، وأيضاً ما حقق من كتب الشمائل، ومن كتب السير، فيستعان بالتحقيق الذي حققه العلماء أو طلبة العلم الثقات، وحبذا لو تحقق جميعاً بجهد جماعي متكامل، وهناك رسالة لا أدري هل خرجت أو ستخرج عن السيرة الصحيحة، فنرجو أن تسد فراغاً بإذن الله تعالى في هذا المجال.
  22. حكم من يقول: إنما أؤدي الصلاة كعادة أو كرياضة

     المرفق    
    السؤال: ما حكم من يقول: إنه يصلي عادة أو رياضة؟ الجواب: لا يجوز ذلك؛ بل هذا من الاستهزاء بآيات الله وبدين الله، ومن قال ذلك على هذا السبيل، فإنه حكمه كحكم المنافقين يكفر بذلك الاستهزاء، كما يقول ذلك بعض الشيوعيين والملاحدة: إنها حركات أو رياضات أو عادات، فهذا من الكفر الصريح، لكن إن قال أحد: " إن صلاة بعض عوام المسلمين تحولت إلى عادة" فهذا واقع وهذا حق، ولا نعني أن نَصِفَ أناساً معينين لكن يقول: إن بعض المسلمين يصلي؛ لأن الصلاة أصبحت شبه عادة له، وما أشبه ذلك، فهذا ورد في كلام بعض العلماء في غرض التنبيه إلى أن الأساس في الصلاة هو حضور القلب والإيمان بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والخشوع، وليس مجرد الحركات الظاهرة.
  23. التدريب العملي للخطابة

     المرفق    
    السؤال: أريد أن أكون خطيباً، لكني أجد نفسي قاصرةً عن ذلك؟ الجواب: لا بد من العلم والقراءة والممارسة قليلاً، قليلاً، تمارس الخطابة أمام من يوجهك ومن ينصحك، والكلام الذي يخرج من القلب وإن قل، وإن كان في التعبير ضعف، فإنه يقويه الإخلاص والصدق.
  24. حكم طعام المآتم

     المرفق    
    السؤال: هل يجوز لي حضور المآتم، والأكل من طعامها؟ الجواب: هذا العمل بدعة وكل بدعة ضلالة، ولا يجوز أن تقرهم، ولا أن تشاركهم في هذا العمل، ولا أن تأكل معهم من ذلك الطعام، ولا بد أن نحرص على أن ندعوا هؤلاء الناس وأن نبين لهم الحق. والله الموفق،،،